خرجت من السينما متورمة العينين من البكاء , انتهي الفيلم " واحد
صحيح"و كان حقاً ردئ لكنه يُلخصها
يضربها في العمق و يعري دفاعاتها التي تغطي بها على توقف حياتها
على عدم قدرتها على تقبل وجود رجل آخر في قلبها
فكل من أبطال الفيلم تقف حياته على شخص وهذا الشخص لا يعبأ به لأن حياته
تقف على شخص آخر
و هكذا كانت حكايتها
كانا يتقابلان في اجتماعات أسرية تجمع عائلتيهما
فيجلسا ساكنين يستمعان لكلام الكبار و مناقشاتهم في السياسة و الدين
يتبادلان النظرات المسروقة التي تخشى أن تُلحَظ من أي الحاضرين
يتكلمان بحذر خوفاً من أي خطأ قد يصدر عن أي منهما فيبدو في صورة من يتعمد
لفت الأنظار إليه
و إذا تفوه أحدهما بكلمة , لابد أن يؤمِّن عليها الآخر و يدعمها برأي قبل
أن يحرجه أحد الكبار و يحتج على رأيه
و اليوم لأول مرة تقابلا صدفة في نفس النادي ...لكن وحدهما
و بعد ارتباك السلام و خجل التحية
بدآ أخيراً في وضع معالم لما يتحرك داخل كل منهما
تصارحا و تواضحا
"ليه؟"
سؤال نطقا به معاً و لم يحصل أي منهما على إجابة من الآخر
كلاهما انتظر الآخر ليبدأه بإشارة أن طريقه ممهد و مفروش بالورود
ما كان للأمر أن يجري كما يجب طالما كانت تسيطر عليه رهبة الإحساس بالرفض
منها
و طالما أعاقها حياؤها من رفع عينيها به أمام الجميع
أمضيا سنوات و سنوات من عمريهما يحب كل منهما الآخر و يحتفظ له بنفسه
يحفظ له مشاعره و يعف له نظره و يطور له عقله
إحساس قوي كان يخبر كلاهما أنه للآخر ... و أنه مهما طال الزمن سيأتي يوم
يفيض فيه حديثهما و يصفو فيه لهما الحظ
لكن الزمن أصابهما باليأس و كان هو أول من أُصيب
طرق باباً آخرا ... وجد أخرى يتناسى بها حبه لها الذي إعتقده وهماً
" ها قد استجمعت شجاعتك وفعلتها ... لكن مع أخرى "
" ماكان لي أن أجرؤ عليها معك ... فلو كنت رفضتني لانتهت حياتي "
"و من قال أني كنت سأفعل "
" ومن قال أنك لن تفعلي"
" كان هروبي منك خوفاً أن تخبر حمرة وجنتي عن إمتلاء نفسي بك "
" وكيف لي أن أعرف ذلك ... لقد أردت أن أبعد عنك وجههي الذي يزعجك
"
" أهكذا انهيت حلماً عشته معك ... فهل تأذن لي أن أبقي طيفك معي في
أحلامي"
" أخونها و أخون الذي أحببتيه في شخصي , فأقتلني داخلك مرتين"
" أفتحييني اليوم بإخباري أن كل ما حلمته بك كان حقيقة ثم تقتلني
بهدمه الآن "
" ليتنا ................"
لم يكملها و لم تعرف ما يقصد بها
ليتنا لم نلتقي , ليتنا لم نتصارح , ليتنا تصارحنا من زمن , ليتنا لم نعرف
بعضنا البعض
ولم يكن هناك ما يقال بعد ذلك , افترقا يعض كل منهما أصابع الندم أن صمت
إلى أن ضاع حلمه بالآخر
وتوقفت حياة كل منهما على الآخر و كماله لن يكون إلا به
كلاهما ناقص بدون الآخر
ولم يبق أي منهما " واحد صحيح "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق