الأحد، 7 يونيو 2015

أحبيني بلا عقد


وصل من وقفت ساعات تتزين للقائه
بعد السلام و الترحيب
نظرَ إليها في صمتٍ و عيناهُ لا تفارقان وجهها الذي كستْهُ الحمرةُ خجلاً
_بتبص لي كده ليه
_ في حاجة عاوز أسألك عليها , بس عاوزك تجاوبيني من غير لا كدب و لا كسوف
_ ممم , كدب و كسوف الاتنين , اللهم اجعله خير
_  انتي بتحبيني؟
اتجهت شفتيها الى جانبِ وجهِها الأيسرِ و ردتْ و هما شِبهِ مقفولتين
_ أهلا !!! هو انت منهم !!! اتخطبنا بقى هتقعد تسبل ونرحرح في الكلام و تبدأ التجاوزات
عقدَ حاجبيهِ وردَّ بصرامة
_  متتلكلكيش عشان تتهربي من الاجابة , انتي عارفاني ممكن اكون بتاع تسبيل بس هيبقى في الحلال لا عاوز تجاوزات في الخطوبة و لا هرضى بيها , كل اللي عاوزه اني اعرف انا واقف فين بالظبط , دي حياتي الجاية كلها
اتفضلي جاوبي من غير  لف و لا دوران
حبست نفساً عميقاً و أخرجته و هي تقول
-لأ
و نظرتْ إليهِ نظرة مترقبة رد فعله
لم يبدْ عليهِ الغضبُ أو الاندهاش , و كأنّه يعرف الرد مسبقاً
_ أمال وافقتي تتجوزيني ليه؟
_انت مناسب عقلانيا ً , دين و خلق و بحس انك مأمون الجانب , طباعك لينه و بتعاملني كويس ...
 و مش هيبقى صعب عليا اني أعاملك كويس عشان أرضي ربنا و أبقى لطيفة معاك لأنك مش مستفز بالنسبالي و لا بتجرحني فتضطرني اني ابقى غلسة معاك ...
يعني الدنيا هتمشي...
_ بس أنا عاوز أتجوز واحدة تبقى فرحانة بيا و بتحبني , دي حقي , ده أبسط حقوق أي بني آدم بيتجوز على فكرة
_ طالما هعامل ربنا فيك و هريحك هتبقى مبسوط , فارقة معاك ايه !
_ فارقة معايا اني مش كلب بتترميله عضمة , هتعامليني كويس و تبقي لطيفة عشان ترضي ربنا , بتقوليها كأنك هتتصدقي عليا بحسن التبعل , لأ أنا انسان و عاوز أحب و أتحب
لهجتُه الصارمة و اصراره جعلتها تأخذ خطوةً إلى الوراءِ , يبدو انّها تستخفُ باحساسهِ فعلاً و بدون قصدٍ هي تجرحُه
_بص أنا مكدبتش عليك , حكيت لك كل حاجة قبل كده , أنا يا ما شفت من صغري من كل الرجالة اللي عرفتهم في حياتي , أنا عارفة انك شخص تستحق الثقة و مؤتمن .
لكن  ... دايماً هيفضل عندي حتة ترقب هتعمل فيا ايه , من زمان و أنا مقررة اني مش هحب ... من قبلك بكتير ... أنا مش هستحمل أتذل و لا أتهان بسبب الحب , و معنديش القدرة اني أحط كل حياتي بين ايدين أي حد و أعلق كل أحلامي و خططي بيه و في الآخر أخسر ...
مش هقدر أوعدك أني هحبك , الحب ده حاجة فوق قدرتي ... لا يكلف الله نفساً الا وسعها , اذا كان ربنا مش هيكلفني بللي مقدرش عليه , هتطلبه انت مني ...

استشاط غضبا ً من تبريراتها المزيفة لكن بمجرد النظر في عينيها رأي كل ما مر عليها من جروح في حياتها , فقرر ألا يناقشها في أن الله خلق البشر و خلق لهم قلوباً فطرهاً على الحب و أن حجتها كاذبة وواهية
_ بصي انا مش هسيبك حتى لو محبتنيش , هصبر لحد ما تعرفي تديني الأمان و اذا فشلت اني أخليكي تحسيه معايا يبقى أنا مستاهلكيش
اكتفى بهذا القدر من النقاشِ معها وهو يعرف جيداً لهفتها عليه و شوقَها الذي تجتهد لتداريه و ترفض أن تعترف به أمام نفسها حتى لا يصيبها الذعرُ لأنها بالفعل قد أحبته ...
لن يُقدِّم رغبتَه في أن تصارحه بالقولِ عما تخفيه عن نفسها  على  أمنها الداخلي و سلامها النفسي ...
لن يرضى بما دونَ أن تُجنّ بهِ لكنّه لن يحاربَها على اعلانهِ , بل سيُسالمها عليه ...
سيكتفي في كل جولةٍ معها بخُطوةٍ صغيرةٍ  ثابتة , خُطوته الأولى كللها بالنجاح في أن تعرفَ مسئوليتِها عن إحساسه بمشاعرها لهُ ...
لعل الجولة القادمة تكون ان تعرف أمام نفسها فقط أنها قادرة على أن تحب ...
لن يتعجلها كي لا يفزعها ...
سيصبر... لأنه يعلم جيداً نها تستحقُ صبرَهُ ...



هناك تعليقان (2):