في هذا الحر الحارق و الرطوبة الخانقة
من الممكن استحضار جو الفرحة رغماً عنه
بسيطة
تشغيل مكيف الهواء على أبرد درجات الحرارة
نغلق الباب ونطفأ النور
نتخيل الجو الشتوي البارد بل القارس
و ربما نكون جالسين على سور القلعة في الاسكندرية
ولا بأس بالأيس كريم من محل عزة
و ربما صوت فيروز يشدو
و الأمواج الهائجة تصطدم بالصخور أسفل أقدامنا و تحيينا بقطرات باردة تتطاير
في الهواء ثم تتخذ مجلسها على وجوههنا
و لعلها تتم لنا متعتنا و تمطر
و لا نكاد نسمع بعضنا بعضاً من صوت الرياح و الأمواج المتلاطمة
لكننا رغم ذلك سعداء و نتكلم
ليس مهماً أن نسمع بعضنا مادمنا سعداء و نتكلم
فكل الظروف تمر بسلام و نتغلب عليها مادمنا معاً ... و نتكلم
الحر , الرطوبة , زحام العاصمة , تعب العمل , الفشل , فضول الناس , ضوائقنا
المالية ,كل زلازل حياتنا
كل شيء يمكن تحويله إلى ما نريد و لو كان بالسبح في الخيال
أما ما لا نستطيع أن نستجلبه هو
وجودنا معاً
فلو لم يكن حقيقياً يفسد
الخيال كله ويغادرنا البحر و سور القلعة و
المطر و الأيس كريم أيضاً
فهل نبقى معاً لنحافظ على خيالنا الجميل فكل منا يضيف للآخر كلمة تنمي
خياله وبدون وجودنا معاً يكون الحلم ناقصاً
لا أحد منا يستطيع رسمه بمفرده , كلانا يحتاج للآخر ليكمل الحلم
وهذا حال كل أحلام حياتنا
فلنبقى معاً حتى نستطيع أن نحلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق