الجمعة، 30 نوفمبر 2012

بيت جدتي



لن أنسى هذه الأيام ما حييت
في الأجازة الصيفية نذهب إلى بيت جدتي مع أبناء أخوالي و خالاتي , نقضي هناك الصيف بطوله ...
بيت جدتي يتكون من طابقين , سقطت بعض أجزاء طابقه العلوي , فأصبحنا نجتمع كلنا في الطابق السفلي ...
أذكر سقفه العالي و أبوابه الطويلة ...
أذكر حجرة جدتي جيداً , كم كانت جميلة ...
بأرضيتها الخشبية اللامعة " ليست باركيه بل خشب"  , كانت تخضع لعمليات صيانة سنوية لتبقى لامعة ...
و الشباك الطويل الذي يمتد من منتصف الحائط ليقارب السقف , و عليه ستائر رقيقة من الكروشيه صنعتهم جدتي بيديها كحال كل ستائر البيت.
والسرير العريض الذي يزين ظهره أحفار و نقوش مطعمة بالعاج , و الدولاب الضخم الذي يحمل تاجاً به نفس النقوش و تحمله ثمانية أرجل تفصله بمسافة عن الأرض تسمح لنا بخلع أخفافنا تحته , فكان من غير المسموح لنا بارتدائها هنا رغم أنها كانت لا تطأ الشارع لكنها كانت ممنوعة في هذه الحجرة !!!
و سجادة صغيرة مستديرة بشراشيب كثيرة تحت طاولة ذات سطح بللوري تتوسط كرسيين ككراسي الصالون في هيئتهما حتى أنهما مغطيان بذات البياضات .
و لم يبق إلا النجفة ذات الثلاث لمبات التي تتوسط السقف العالي البعييييد ... J
كنا نتوجه لفراش جدتي يومياً و عددنا يفوق العشرة أطفال بقليل نتجمع حولها في سريرها و على حافة الشباك و إن لم يسعنا المكان فعلى الأرض _ ممنوع استعمال كراسي الصالون إياها_
كنا نرتدي نفس البيجامات , فاحدى خالاتي اشترت القماش وفصلته , و نخفي أقدامنا في جوارب قطنية و إلى الآن لم يعطني أحد تفسيراً للجوارب في الصيف غير أنها تقليد عائلي J
وإن ضاقت على أحدنا بيجامته أو "أزعرت" فيوجد دائماً أخرى مقاسها يناسبه J
لا أذكر شيء مما كنا نحكيه , ولكننا كنا نحكيه J
كنا نتكلم ونسمع و نضحك كثيراً كثيراً كثيراً ,
ثم نتساقط نياماً واحداً تلو الآخر , ومن يصمد للنهاية يحكي لنا المشهد الذي لم يراه أغلبنا
"تدخل إحدى خالاتي الحجرة غاضبة لأننا أتعبنا تيتة برغينا الكثير و أسهرنا جفنيها إلى هذا الوقت المتأخر"
و نصحو في أسِرّة الحجرات الأخرى ولا ندري كيف ولا متى نُقِلنا إليها ...
لن أنسى جدتي كيف كانت تضحك معنا كطفلة منا , لن أنسى أصابع يديها اللتان مالتا إلى الخارج بفعل الروماتيد الذي كانت تعانيه , لن أنسى صوتها وهي تنادي على إحدى بناتها لتقلبها في الفراش بعد أن عجزت تماماً عن الحركة ...
و اليوم و البيت تحت قرار الإزالة ... أحن إليه تماماً كحنيني إليه في أيام الدراسة حين كنت أعد الأيام حتى تأتي أجازة الصيف و نجتمع فيه.
أتمنى لو أزوره مرة أخيرة أصور فيها كل ركن من أركانه فإني أخشى أن يأتي اليوم الذي لا أستطيع أن أتذكر فيه تفاصيله لأحكيها لأولادي و لأحفادي ...
أتمنى أن أذهب فأرفع البياضات عن كراسي الصالون لأعرف لونها , و هل كان يستحق الحفاظ عليه بهذه الشدة ..
و أكثر حنيني هو لجدتي نفسها ...
لعينيها الباسمتين الراضيتين بقضاء الله عليها , لشعرها الأبيض الذي كنا نعد فيه خمس شعرات شقراء ...
أحن لتقبيل يديها , و لمسحها على شعري و هي تدعو لي كل صباح بعد الإفطار حين أخبرها أني غسلت أسناني ...
أريد أن أسألها كيف صمدت كل هذه السنين رغم المرض و رغم كل نوائب الدهر التي مرت عليها !!
كيف بنت هذه الأسرة المترابطة التي لم ينفك عقدها إلى الآن !!!
كيف احتفظت بطيبتها و نقائها و الخير المتفجر منها رغم الحياة الصعبة التي خبرتها !!!
ليتني أعرف منها علّي أمشي على نهجها .
ليتك موجودة معنا يا جدتي لأخبرك كم أحبك و كم أشتاقك يا ملاكي :*




الجمعة، 19 أكتوبر 2012

مستر x مالوش نهاية


بيظهروا في حياتنا عشان يمنعونا نستمتع بيها مع حد غيرهم .
في كل تجربة ينقصنا إحساسنا معاهم , منعرفش نستحضره تاني و لا نوصل حتى لإحساس مختلف يشابهه في القوة و في العمق.
مع كل شخص نقابله نفتقد فيه خصالهم اللي حبناها فيهم .
مفيش حد قادر يملا مكانهم و لا يغطى على الحنين ليهم , مفيش حد قادر يعوضنا عن وجودهم في حياتنا و لا يخلينا ننساهم .
مستر x أو my x بقى الحلم اللي بشوفه و أنا نايمة و وأنا صايحة ,
بتونس بذكرياته , بحب أي حد ليه نبرة صوته , بيقضي ع الملل خياله ,
 معايا في كل لحظة مبيغيبش عن تفكيري ثانية رغم إنه اختفى عن عيوني من سنين .
مبحسش بالوحدة أبداً , بفكر فيه و بتخيله معايا و جنبي , بسمع كلامه و نصايحه و توجيهاته .
فعلاً يبدو إنه اتزرع جوايا و بقى جزء مني .
فعلاً مالوش نهاية ...

الجمعة، 6 يوليو 2012

في اختيار ولي الأمر



بدأ الرجال من الساسة و غير الساسة يلونون وجوههم و يتجملون و يحلون ألسنتهم برغدِ الوعود.
بين هذا و ذاك , احترت في الاختيار...
من يعد بتطبيق الشريعة , من يبث الروح الثورية , من يتفاخر بخبرته التي لم تغن يوماً عن البلد شيئاً , من يستشهد بتاريخه العسكري و غيرهم ...
من هؤلاء الطموح الحالم , وهو وحده دون غيره يشدني حديثه فأنا أحب الحالمين :)
تعودت أن جمال الحلم يكون في بعده عن الواقع...
لكنه _جزاه الله خيراً_ أضاف لي أن جمال الحلم يكون في واقعيته...
لا يرفع من همتي في الأزمات الأخيرة التي مرت بها مصرنا الغالية سوى أراءه التي تضع الأمور في نصابها , و تطرح حلولاً منطقية مرضية مطمئنة قابلة للتطبيق...
دائماً أجد لكل أزمة حل عنده , و لكل معضلة خطة متقنة مدروسة تجعلني أثق في عقله و في حكمته... 
وفي كل توتر بين الثوار و العسكر له موقف جاد حازم يحتسب له...
لم أكن قد قرأت تفاصيل مشروعه الانتخابي " مصر القوية" بعد, 
لم أهتم بقراءة مجرد أحلام بعيدة عن الواقع , جميلة لكن غير واقعية...
إلى أن قررت انتخابه ... و كان قراري مبني على ثقتي في شخصه و إعجابي به ...
فتلقنت درساً لن أنساه ما حييت ,
مصر القوية حلم واقعي جداً !!!
أسند كل مهمة لمختص بها , بل لأفضل خبير فيها...
وضع خطط زمنية منطقية و وصف تفصيلي لكيفية الوصول للهدف و توفير الموارد و دراسة للعقبات و تحليلها و تسخيرها لتحقيق رؤيته المستقبلية لمصر...
جدية و دقة , أرقام وإحصاءات , رؤية واضحة وهدف ملهم , وخطوات واثقة مدروسة ...
حسب ما درست في علم إدارة المشروعات ... هذا المشروع يحتل المركز الأول بين كل البرامج الانتخابية للمرشحين...
د. عبد المنعم أبو الفتوح أشكرك لأنك علمتني جذب أحلامي للواقع , فالخيال وحده لا يكفي
إنما علي أن أجتهد و أجهز خططي للمستقبل
فجمال الحلم في جعله واقع...
12 _2011


الثلاثاء، 3 يوليو 2012

فلنبقى من أجل الخيال فقط




في هذا الحر الحارق و الرطوبة الخانقة
من الممكن استحضار جو الفرحة رغماً عنه
بسيطة
تشغيل مكيف الهواء على أبرد درجات الحرارة
نغلق الباب ونطفأ النور
نتخيل الجو الشتوي البارد بل القارس
و ربما نكون جالسين على سور القلعة في الاسكندرية
ولا بأس بالأيس كريم من محل عزة
و ربما صوت فيروز يشدو
و الأمواج الهائجة تصطدم بالصخور أسفل أقدامنا و تحيينا بقطرات باردة تتطاير في الهواء ثم تتخذ مجلسها على وجوههنا
و لعلها تتم لنا متعتنا و تمطر
و لا نكاد نسمع بعضنا بعضاً من صوت الرياح و الأمواج المتلاطمة
لكننا رغم ذلك سعداء و نتكلم
ليس مهماً أن نسمع بعضنا مادمنا سعداء و نتكلم
فكل الظروف تمر بسلام و نتغلب عليها مادمنا معاً ... و نتكلم
الحر , الرطوبة , زحام العاصمة , تعب العمل , الفشل , فضول الناس , ضوائقنا المالية ,كل زلازل حياتنا
كل شيء يمكن تحويله إلى ما نريد و لو كان بالسبح في الخيال
أما ما لا نستطيع أن  نستجلبه هو وجودنا معاً
 فلو لم يكن حقيقياً يفسد الخيال  كله ويغادرنا البحر و سور القلعة و المطر و الأيس كريم أيضاً
فهل نبقى معاً لنحافظ على خيالنا الجميل فكل منا يضيف للآخر كلمة تنمي خياله وبدون وجودنا معاً يكون الحلم ناقصاً
لا أحد منا يستطيع رسمه بمفرده , كلانا يحتاج للآخر ليكمل الحلم
وهذا حال كل أحلام حياتنا
فلنبقى معاً حتى نستطيع أن نحلم 

السبت، 30 يونيو 2012

على الهامش


أحضرت فنجان القهوة و اتجهت إلى مكتبها مبتسمة إبتسامة ترحيب بلحظاتها المفضلة من اليوم
عندما تنفرد بنفسها لتفرغ جيوب عقلها كاتبةً خواطرها عن حصيلة يومها.
حين يُتاح لها أن تحول غضبها و إحباطاتها إلى سطور منتظمة , و أن تخلع قناع التأدب مع أشخاص يحولون حياتها جحيماً فتلمسهم بعصاها السحرية المسماة بالقلم لتحولهم إلى كلمات تقول فيها لكل منهم صواعق عن أفعالهم الغبية...
قسمت ورقتها طولياً إلى الثلثِ و الثلثين كما اعتادت أن تفعل لتجعل لنفسها هامشاً تكتب فيه ما يقاطع سيل أفكارها فجأة مغايراً لاتجاه خاطرتها الحالية,
 فما لا تريد أن تنساه تضعه على هامشها و تعود إليه لاحقاً تهندمه و قد تجعل منه موضوعاً آخر تكتبه لاحقاً
بعد أن انهالت باللعنات على رئيسها في العمل و انتهت من صب غيظها منه على ورقتها , تفقدت هامشها ...
فاذا بإسمٍ يتكرر فيه مرتين , و بالأمس تكرر ثلاثاً ...
وله أسبوع يدعو نفسه ضيفاً على هامشها !!
تسائلت عن سر زياراته المتكررة لهامشها مؤخراً!
لعلها بوادر اهتمام به ... و قد يكون الأوان قد آن ليكون هو محور خاطرة الغد J
أخذت تراجع ذاكرتها تتفقد فيها كل ما يمكن أن تكتبه عنه ,
 فلم تجد له ما يكفي من رصيد مواقف أو مزحات أو ... إلتفاتٍ لها ... L
لو كان يسجل خواطره لما وضعها سوى في الهامش ...
استفزتها فكرة ألا تحتل سوى هامشه التافه :@
فقررت ألا يتعدى هو نفس المكان ...
فليبقى فكرة تداعبها من آن لآخر تجلب لها انفراجة لشفتيها ... لكنها لن تكتب عنها كي لا تعطيها مساحة من أوهامها قد تسبب لها الألم لاحقاً ...
لن يكون سطراً في حياتها طالما أنه لم يبدأها بإفراد صفحة من حياته لها ...
فهي في غنى عن قصة أخرى تتلوع فيها بمفردها دون أن يبادلها أو يسمع لها فيها أحد ...
ستجد شيئاً آخر تكتب عنه غداً بالتأكيد فالحياة مليئة بتطورات تثير شغفها ...
لكنها لن تسمح لرغبتها في ملأ أوراقها البيضاء بأن تزج بها في مخاطرة أخرى غير محسوبة ...
حملت قهوتها و قامت تصبها في الحوض و لا يشغل بالها سوى فضولها بما قد تحمله لها الحياة ليكون موضوعها غداً ...

السبت، 2 يونيو 2012

زميلي العزيز .. أنت وغد


                       
كنا ثلاثتنا في حجرة أطباء الاستقبال , فلاحظت و زميلتي ظهور دبلة فضية في يمناه .
فقالت باسمة :" مبروك يا محمد , دي قصة الحب اللي كنت حكيت لي عليها ؟"
لم أستغرب أنه حكى لها قصة الحب تلك و هي مجرد زميلة لعلمي بدرجة الإنفتاح هنا حتى أني ألقب مستشافانا هذا ب" ستار أكاديمي".
لكن الذي إستغربته حقاً هو رده :" لأ, ده موضوع جديد كده في السريع و هيخلص على طول "
_" هيخلص !!! طب إديني فرصة أفرح بيك دانا حتى لسه ببارك لك  !!"
فتح على نفسه أبواب النار , فرغم سطحية علاقتي به إلا أنني قررت تفجير حقدي الكمين على بني جنسه في شخصه . و ذنبه في ذلك أنه وغد!!!
كنت منتهية  لتوي من محاولة خطوبة فاشلة تلقيت فيها صدمة على رأسي ممن هو قرين له في " الوغودية" و كانت مشاعري محتقنة من الغيظ بفعل وغد آخر.

لم أحاول أن أوقف اندفاع الكلمات الفارّة من فمى وفوجئت بنفسي أقول :
 " على فكرة اللي اسمها محفور على دبلتك دي بني آدمة , يعني لازم تحترمها و متتكلمش بالاستخفاف ده عنها و عن موضوع يخصكم انتو الاتنين سوا , حتى لو فيه مشاكل بينكم أو الموضوع هيخلص فعلا لازم تكون ( gentle man ) و تبدي بعض الأسف إحتراماً لواحدة اديتك حيز من حياتها ويا ريت تحاول تكون تستاهله , يعني معتقدش هتكون مبسوط لو اتكلمت هيا عنك لزمايلها بنفس اللامبالاة و كأنها مستنية اللحظة اللي تدش فيها وراك قلة !!"
 و اندهش هو و اندهشت زميلتي التي أخطأت بسؤاله في وجودي ,
لكن اندهاشمها لم يجعلني أفيق بل استكملت :
" هو انتو ليه كلكم كده !!
ليه بتستخفوا بينا و بكرامتنا !!
ليه بترضولنا اللي مترضوهوش لأخواتكم !!
ليه بتفترضوا إننا مفروض علينا نشوف قرفكم كله و قلة ذوقكم ومعيلتكم و نستر عليكم و انتو تتفاخروا بالبهدلة اللي بتبهدلوهلنا !!
انتو فعلاً كلكو على بعض كده صنف منيل ما يستاهلش إن الواحدة منا تعمل له إعتبار
جاتكو القرف .............. "
و صمتت أخيراً وسط ذهولهما , و لم يحاول أياً منهما أن ينبث ببنت شفة أعتقد أن ذلك كان خوفاً من أن ينفتح فمي بالكلام ثانية ...
لكن الحقيقة لم تكن نظراتهما لي نظرات غاضبة ..
بل كانت مزيجاً من الدهشة و الشفقة ...
فعلاً شعرت ساعتها أنني مثيرة للشفقة ,
كانوا يرونني مسكينة رماها رجل دون أن يعبأ بشعورها ,
و كنت أرى نفسي مسكينة أطلعت الناس على مكنونات نفس جريحة تتسول منهم شيئاً لا تعرف ما هو ولا يمكنهم تقديمه لها في ذات الوقت ,
والعجيب اني لم اكن هذه و لا ذاك !!!
ما الذي دهاني فأفقدني عقلي بهذا الشكل !!!
ما الذي جعلني مستعدة للتنفيس عن غضبي في وجه أي رجل لمجرد أنه يتحدث باستخفاف عن إمرأة أخرى لا أعرفها حتى !!
رحمتك يا رب من جحيم عالم الرجال الذي علي أن أخطو فيه بحذر , فخطواتي الصغيرة السابقة قد تسببت في كوارث عقلية أصابتني بالفعل ...
رحمتك يا رب ...

الجمعة، 27 أبريل 2012

صداع


لحظات جلاء الصداع عن رأسي من أجمل لحظات حياتي ...
فيها إحساس بسيط من السعادة من تأثير المسكن ... يصحبه خدلان في الجسم و إسترخاء و صفاء ذهني ... و يعقبه طاقة و حيوية تكفي لتغيير حياتي كلها ...
هكذا كان دخولك في حياتي ...
لم تحمل لي الكثير من السعادة ... لكنك جعلتني أسترخي و أرغب في تغيير الكون كله معك ...
أزحت عني صداع الحياة و فجرت كل طاقاتي الإيجابية البناءة ... لبناء حياة فياضة بجانب رجل عظيم مثلك ...

الاثنين، 23 أبريل 2012

في وجودك

في وجودك تتبادل الضحكات و الدموع الأدوار ...
فتداري الضحكات حزن عميق أخفيه عنك ...
و تنساب الدموع لفرحي بعودتك لي ...
ساعتها فقط أوقن أني قد تورطت فيك أكثر من اللازم ...
و أن أوان إعادة الأمور إلى نصابها قد ولّى...

الأربعاء، 18 أبريل 2012

كائنات هلامية



استمعي لي بتركيز ...
ثلاث كلمات ... كررتها ثلاث مرات ... خلالِ الدقائق الثلاث التي التقينا فيها ...
و بما إني أعدُّ كلماتِها و مراتِ تكرارِها و المدةِ التي قضيتُها معها بالدقائقِ إن لم يكن بالثواني ... إذاً فأنا أهبُها كل ما أمتلكهُ من تركيزٍ ...
فلماذا إذاً تصرُّ على إعادةِ طلبها ؟؟؟
 الحقُ أن الأنثى السخيفة لا تفهمها إلا مثيلتها " أنثى سخيفة أخرى"
و بما أنني _ ولله الحمد _ أسخف منها ... فإني أوقنُ بأنها لا تطلبُ إهتمامي بحديثها السطحيّ التافه ... و إنما هي تبذلُ كل ما في وسعِها لتشتت إنتباهي عنهُ !!!
تتابعهُ كالحمقاءِ بعينيها و تودُ لو تفقأُ عينيّ ... بل وعينيهِ أيضاً كي لا يبصرُ أحدُنا الآخر ...
تَغارُ من تحيتهِ لي ... و من رَدّي عليهِ ...
تُجَنُّ من هدوءِ حوارِنا و إنتظامِ أفكارِنا ...
أراقبهُ وهو يداعبُ غيرَتها بالمرورِ بموازةِ أفكاري ... و إعادةِ أقوالي ... و أحياناً مدحِ أفعالي ...
وهي بغبائِها لا تدري أنهُ لم يقتحم يوماً مجالَ أحلامي ...
لا أرغبُ في الغوصِ في أعماقِ غيرتِها ... فمن وقوفي على شواطِئها أرى غلَّ أمواجِ الغضبِ يتصارعُ بعنفٍ مع دواماتِ الحيرة ...
ما يثيرُ فضولي حقاً هو ما يدورُ في عقلهِ هو !!!
هل يرى ما يحدثُ و يتلاعبُ بها مستخدماً إياي لإشباعِ غروره بغيرتها ؟؟؟
أم أنه مجرد ساذج آخر لا يفهمها ... فقط ينزعج من توترِها معه و يرتاح لنغمةِ الهدوءِ معي ؟؟؟
و أصل للنهايةِ المعهودة ... أن حَبْوِي في عالمِ الرجالِ لن يُجدِي نفعاً في محاولةِ فهم هذه الكائنات الهلامية المتشحة بالغموض ...
فليذهب إلى الجحيمِ إن كان ممن يبحثون عن وسيلةٍ لرفعِ تقديره لذاتهِ على رُفاتِ أعصاب و مشاعر كائن هلامي آخر كل ما أذنبهُ أن تركَ لقلبهِ العنانَ ليتعلقُ بهِ ... 

الأربعاء، 15 فبراير 2012

من كتاب كوابيسي(زهرة في خيالي )

أمسكت رأسها الصغير و ضغطت عليه بقوة لتوقف مشاحنات الأفكار داخله ... ثم قررت طرد هذه الأفكار ...
 ...تدحرجت الكلمات بانسيابية من رأسها لتتخذ مواضعها على الأوراق المتناثرة المبعثرة تماماً كمحتواها 
فإذا بسؤال يطرح تفسه في أوسط الصفحة أوقفها عن الكتابة حتى تعثر له على جواب يقنع عقلها ...
لماذا هي ليست مكتفية به؟
ممتازهو بكل المقاييس لكنها تشعر أنها معه فقط تنتظر شخصاً آخر ...
دائماً كانت تعتقد أنها تستحق حب استثنائي لأنها إمرأة استثنائية ...
ليس كجنون قباني ... ولا كشواطئ شعر جويدة ... ولا كائناً حبرياً من اختراع مستغانمي ...
لا تعرف كيف يمكن أن يكون ... لكنه بلا شك مختلف و مميز لم تطئه مخيلة شاعر من قبل و لم يحلق فيه جموح كاتبة ...
تسعد بمجرد التفكير فيه ... على يقين تام أنها ستعيش كل هناء الدنيا بكنفه ...
متأكدة من وجوده كتأكدها من وجودها ... فالذي أوجدها لابد و أنه أوجده لها ...
تشعر به يقترب منها مع مرور الوقت و كأن مجيئه قد آن ... يكاد يلامس روحها ... تفتح عينيها على خيبة أمل ولا تجده ...
فقط زهرة في خيالها ...
لا يشبهه أحد ... ما لا عين رأت و لا قلباً أحس ...
أضاعت عمراً في انتظار شبحها ومطاردته ...
ولم تنل منه سوى بعض أحلام اليقظة التي مهما طالت لا تملها ... بل تأنس بها و تعبأ منها قلبها الخاوي ...
من شدة تمنيها له و تفكيرها فيه انتقل من أحلام يقظتها إلى أحلام نومها ...فاعتبرتها وعوداً من الله بتلبية دعواتها و تحقيق أمانيها ...
و الآن خاتم محفور عليه اسم رجل يحتل اصبعها ...  ووهم تهرب به إلى عالمها من السعادة يحتل كل ذهنها ...
لا لهذا أوفت ... ولا لذاك أخلصت ...


الأحد، 1 يناير 2012

2011 مجرد عام


إلى اللحظة الأخيرة انتظره أن يصالحني بحدث لطيف لكنه ينتهي ببرود في أحداثه لا يقل عن برودة طقسه ...
2011 مجرد عام مر و انتهى لم يحمل ما يميزه بين سنون العمر سوى الثورة التي زينت مطلعه فملأتني حماس و تفاؤل به , لكنه خذلني و لم يستكمل أيامه بنفس الروعة التي بدأ بها .
 ليس هناك ما يدفعني لأكرهه و إلا لكرهت كل سنوات عمري القصير ...ليس بكآبة 2006 و لا له بهجة 2005 , ليس برتابة 2009 و لا مفعم بالأحداث ك 2010 ... مجرد عام ما كاد ليبدأ حتى انقضى ...
لا علامة له لأذكره بين الأعوام التي تحصيها ذاكرتي لذا أعلم أني بسهولة سأسقطه من أوراق عمري ...
لهذا قررت أن ألخصه في كلمات قد لا أظلمه بها ...
بدايته كانت خوف و قلق في أيام الثورة عقبها حماس و تفاؤل وهمة كبيرة لبناء أعظم بلاد العالم ثم قتال مرير لمقاومة خنجر اليأس الذي يطعن الثورة في مقتل ...
القليل من الفرح يُلَخّص في زواج بعض المقربات ... الاقتراب من بعض الصديقات و مفارقة البعض ... اشتعال روايات من وحي خيال البنات ... و انهدام أحلام على رؤوسهن ...
انجازاتي لا تتعدى انهاء سنة الامتياز بقدر من الخبرة الحياتية أقتات عليها إلى الآن ... ثم تجاوز السنة الأولى من معهد إعداد الدعاة و الأهم على الإطلاق إتمام حفظ 8 أجزاء من القرآن... وبعده انشاء مدونتي و سجلت فيها أول قارئة "رنيم" و هي بالطبع تحتل في الترتيب المركزين الأول و الأخير... :)
رحيل الكثير من الأحبة عن دنيانا ...فهو عام الوفيات بلا منافس ...
اليوم هو راحل و أنا لا أنوي أن أبكيه ...أطفئ شمعته لأشعل بها شمعة عام جديد ... بالكثير من التفاؤل أملأ كأس الختام ...
ترقب ل2012 و انتظار الكثير من أيامه ... أصب دعائي عليها صباً علها تنبت لي بعضاً من الفرح الذي أذابني الشوق إلى طعمه ... و كاني لم أفقد فقط القدرة على صنعه بل فقدت القدرة على تذوقه أيضاً...
لذا أعقد العزم أن آتيه أنا بالبهجة إن لم يغمرني هو بالفرح ... و أن أملأه بالهمة إن لم يفعمني بالتفاؤل ...
لن أنتظر من الأيام ... بل سأقدم لها ... 
ولن أسمح  له أن يخيب آمالي كسابقه ...
سأجعل شعاري فيه أن أتعشم الخير ليحدث فإن لم يقع فقد قمت بعبادة حسن الظن بالله
فوداعاً 2011 إلى غير رجعة بأفراحك و بهمومك ...
و أهلاً 2012 "و يا بخت من زار و خفف "