أحضرت فنجان القهوة و اتجهت إلى مكتبها مبتسمة إبتسامة ترحيب بلحظاتها
المفضلة من اليوم
عندما تنفرد بنفسها لتفرغ جيوب عقلها كاتبةً خواطرها عن حصيلة يومها.

قسمت ورقتها طولياً إلى الثلثِ و الثلثين كما اعتادت أن تفعل لتجعل لنفسها
هامشاً تكتب فيه ما يقاطع سيل أفكارها فجأة مغايراً لاتجاه خاطرتها الحالية,
فما لا تريد أن تنساه تضعه على
هامشها و تعود إليه لاحقاً تهندمه و قد تجعل منه موضوعاً آخر تكتبه لاحقاً
بعد أن انهالت باللعنات على رئيسها في العمل و انتهت من صب غيظها منه على
ورقتها , تفقدت هامشها ...
فاذا بإسمٍ يتكرر فيه مرتين , و بالأمس تكرر ثلاثاً ...
وله أسبوع يدعو نفسه ضيفاً على هامشها !!
تسائلت عن سر زياراته المتكررة لهامشها مؤخراً!
لعلها بوادر اهتمام به ... و قد يكون الأوان قد آن ليكون هو محور خاطرة
الغد J
أخذت تراجع ذاكرتها تتفقد فيها كل ما يمكن أن تكتبه عنه ,
فلم تجد له ما يكفي من رصيد مواقف
أو مزحات أو ... إلتفاتٍ لها ... L
لو كان يسجل خواطره لما وضعها سوى في الهامش ...
استفزتها فكرة ألا تحتل سوى هامشه التافه :@
فقررت ألا يتعدى هو نفس المكان ...
فليبقى فكرة تداعبها من آن لآخر تجلب لها انفراجة لشفتيها ... لكنها لن
تكتب عنها كي لا تعطيها مساحة من أوهامها قد تسبب لها الألم لاحقاً ...
لن يكون سطراً في حياتها طالما أنه لم يبدأها بإفراد صفحة من حياته لها ...
فهي في غنى عن قصة أخرى تتلوع فيها بمفردها دون أن يبادلها أو يسمع لها
فيها أحد ...
ستجد شيئاً آخر تكتب عنه غداً بالتأكيد فالحياة مليئة بتطورات تثير شغفها
...
لكنها لن تسمح لرغبتها في ملأ أوراقها البيضاء بأن تزج بها في مخاطرة أخرى
غير محسوبة ...
حملت قهوتها و قامت تصبها في الحوض و لا يشغل بالها سوى فضولها بما قد
تحمله لها الحياة ليكون موضوعها غداً ...