الاثنين، 14 نوفمبر 2011

حب اقتناء


لمعت عيناه  بشدة  وهو يستطرد في وصفه لوعله بساعة اليد باهظة الثمن حول معصمه و التي جن بها مذ وقعت عيناه عليها ...
ورده سؤال من صديقه : و ما بال ساعتك الأولى ... لقد كانت رائعة؟
لم يبدو علي الاندهاش لاستبداله ساعته ذات الماركة الأصلية و المظهر الأنيق بأخرى قد تكون تماثلها أو حتى تقل عنها ... لعلمي به ...
لديه غريزة الصيد لمجرد الصيد ... لا لحاجته لما يصيده ...
حب اقتناءه للأشياء يستحوذ عليه و يجعله يتبعه مغمض العينين مغيب العقل ...
و كذلك إعجاب الفتيات ...
قد يستعمل كل أسحلته ... وسامته ... ثقافته ... حضوره القوي ... أناقته ... عائلته ... و مركزه أيضاً ...
حرب يدخلها أمام كل أنثى يلاقيها في مشواره ...
ينتزع الإعجاب منها إنتزاعاً ... و لا يطالبها بأكثر من ذلك ...
ليس أكثر من مجرد حب إقتناء ...
مذ فهمته و أنا أحاول ألا أقع تحت وطئة سحره ...أقاوم لأكون صيداً غير عادياً...
صيداً استعصى عليه ...
سعيه لنيل إعجابي يستفز عِندي دائماً ...  و يجعلني أبذل قُصارى جهدي لأبدي انزعاجي من خصاله الطفولية...
ليس غضباً عليه ... و إنما أبى على نفسي أن  يكون إحساسي طابع يضمه إلى مجموعته و هو يمارس هوايته المعتادة في جمع طوابع نظرات اللهفة من عيون بنات حواء ...
أتمنى أن أعترف له بذلك و أسأله الصفح و الغفران ...
فأنا لم أقصد أبداً أن أمس من قدره في عالم الفتيات أو نظرته لنفسه أو أن أدخل التاريخ لتمنُعي على غروره ...
أنا فقط أحافظ على كبريائي ... و هذا ما يحفظ لي نفسي ...

السبت، 12 نوفمبر 2011

من كتاب كوابيسي ( حيرة)



أي موجة في بحر شعرك قذفت بي على شاطئ الحيرة ...
إما أن تريدني بقوة أو تزهدني تماماً ...
لا أقبل بأنصاف الحلول...
اذبح كلماتك قبل أن تتلقفها أذناي العطشى إلى صوتك ...
لا تعلقني بك و انسحب من مجال قلبي إن كنت لا تثق في قرارك بشأني ...
فقط  دعني أبقي لك على ذكرى رجل كان أميناً على مشاعر أنثاه ...

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

من كتاب أحلامي ( الحضور)



جاء في ميعاده ... استقبله أبي بالباب بينما  وقفت أنا أتلصص من وراء الستار ... لم أخشى أن يراني فمثله لن يجرح بعينه بيتاً دخله أبداً ...
بدا كعادته جميلاً مشرقاً أنيقاً ...
لا أسمع حواره مع أبي فأنا مكتفية بمشاهدته و استرجاع كل ما دار بيننا يوماً من حوار ... حتى أني لم أسمع توبيخ أمي لي على هذه الوقفة ...
وبعد دقائق ناداني أبي ... خرجت أعد خطواتي ... لا أريدها سريعة توحي باللهفة و لا بطيئة لا مبالية ...
ارتطمت بقطعة من أثاث الصالون ... طاولة حمقاء ما جاء بها إلى هنا لاأعرف ... ربما لتُضحك الجميع على ارتباكي ...
 سلمت عليه لكني لم أجرؤ على النظر بعينيه ...

وجلست على أقرب  مقعد خالي أحاول التحكم في أنفاسي ... لا يجب أن تتسارع هكذا ... ليس الآن ...
فجأة لم أجد أبي و أمي معنا ... متى رحلوا عن مجلسنا ... لا أعرف!!!
استأذن و جلس بقربي ... و بدأ رحلة الاستكشاف ...
بدأني بأسئلة تقليدية ... كيف أصبحت و كيف أريد أن أمسي ...
وصلنا لأحلامي و طموحي ... و تصادمنا بأحلامه ... و اعترض حديثنا طموحه العريض ... و فاجأتنا خططه المستقبلية ... و انتشيت لرؤيته لغدنا معاً ...
تكلمنا و تكلمنا و تكلمنا ...
ذاب الوقت في فنجان حديثنا فأحلاه ...
رسم لي الحياة التي أحلم بها واضحة المعالم قوية الأسس ... رتبنا أولولياتنا  ... و حددنا أهدافنا ...
ما هي وجهتنا ... أين نحن ... و أين سنكون ... كيف نحل خلافاتنا  ... كيف نربي أولادنا ... كيف سيدعمني في طريقي و ينمي مداركي ... ذلك أكبر من استيعابي ...
هم الدعوة ... عزة المسلمين ... تضحياتنا في هذا الطريق ...
كم سأتحمل ظروف عمله ... كيف أعينه على صلة رحمة ... تلك هي الجنة التي دعوت الله بها في دنياي ...
أحيا بي الأمل الذي ضاع على يد من سبقوه إلى صالون بيتنا ...
لو فترت همتي سأجده يجددها ...
كيف يغفر زللي , ويصلح خطأي , و يستر عيبي ...
كيف أكون معه أفضل ... زوجة أفضل ... أم أفضل ... ابنة أفضل ... صديقة أفضل ... و طبيبة أفضل ... و أمة لله أفضل ...
سألني و ماذا له ؟؟؟  ....... أجبته : المثل ...
أخيراً وجدت من يكملني  ... و بالأمان يشعرني ...
لكن الساعة أبت أن تتركنا نحيا أصفى لحظات شهدناها في حياتنا ...
استخدمت عقاربها لتدغنا بهما وتدق لتعلن منتصف الليل ...
اعتذر عن تأخره إلى هذا الوقت ... و انصرف على وعد بتجديد اللقاء برفقة عائلته ...
و بعد إغلاق الباب ... وقف والدي يسألاني ماذا وجدت ؟؟؟؟
أجبتهما ... :" حلمي "